قد يكون الاختراق أمرًا شائعًا بالنسبة للشركات ، حيث يمكن أن يكون دافعه نهب الأموال في 71٪ من الحالات . وهذا ما يطرح التساؤل : هل يمكن اختراق شبكة البيتكوين أيضًا ؟ فهو بالتأكيد أمر يستحق العناء . وعلى الرغم من أننا نفضل عدم استخدام كلمة "أبدًا" في Decrypt إلا أن الجواب هو : لا بشكل قطعي . في الواقع أثبتت شبكة البيتكوين مقاومتها وصمودها تجاه الصدمات والضغوط على مر التاريخ . وفي حين تعرضت بورصات العملات المشفرة للاختراق بشكل متكرر وتم توزيع محافظ البيتكوين ، إلا أن اختراق شبكة البيتكوين نفسها والسيطرة عليها يعد تحديًا أكبر بكثير . ذلك لأن البيتكوين شبكة مشفرة والعمليات التي تتم بها لا يمكن عكسها وهي موزعة على العديد من الأجهزة ، والمعلومات المتعلقة بها عامة ومتاحة للجميع .
التشفير بالمفتاح العام
البيتكوين هو العملة المشفرة . ومصطلح كريبتو هو اختصار لكلمة كريبتوغرافي أو ما يعرف بالعربية بالتشفير وتحديداً "التشفير بالمفتاح العام" . وهذا يعني أنه يتم استخدام مفتاحًا خاصًا ومفتاحًا عامًا لضمان مصداقية وسلامة المعاملات . تتم التوقيعات الرقمية للبيتكوين باستخدام ما يُسمى "خوارزمية التوقيع الرقمي للمنحنى البيضاوي" (ECDSA) .
الوسيلة الوحيدة لاستنتاج المفتاح الخاص من مفتاح عام محدد تكون من خلال عملية بحث برهاني ، حيث يتم محاولة كل القيم الممكنة للمفتاح الخاص والتحقق مما إذا كانت تنتج المفتاح العام المقابل له . من الناحية العملية يكاد ذلك أن يكون مستحيلاً .
المعاملات لا يمكن عكسها
الشيء الذكي فيما يتعلق بالبيتكوين هو أنه يعتمد على تقنية سلسلة الكتل . الكتلة هي مجرد مجموعة من المعاملات التي تمت معالجتها حديثًا . يتم ربط كل كتلة بالمجموعة السابقة من المعاملات عن طريق وظيفة تشفيرية من اتجاه واحد ، مشكلة بذلك سلسلة .
السلاسل الرقمية هي سجلات يمكن الكتابة فيها فقط . يمكنك إضافة معلومات إلى الكتل لكن لا يمكن تعديلها بعد كتابتها ، وكأن جميع المعاملات دُفنت تحت وزن الكتل الأخرى . هذا يعني أن الأشخاص لا يمكنهم ببساطة عكس معاملة قاموا بها قبل أسبوع ، مثلما قد تفعل شركتك المصدرة لبطاقات الائتمان بعد أن اشتريت منتج سيء"عن طريق الخطأ" من موقع eBay .
السجل الموزع
يعتمد النظام المالي التقليدي على أطراف مركزية مثل البنوك للحفاظ على سجل المعاملات ومنع المعاملات الاحتيالية . وهذا يعني أنك تعتمد على هذه الأطراف للتصرف بنزاهة ، كما يمكن لأي من هذه الأطراف أن تقوم بتعديل سجل المعاملات والتلاعب بها أو عكسها .
تختلف الأمور تمامًا فيما يتعلق بسلاسل الكتل ، حيث تمثل هذه التقنية سجلًا موزعًا ، وبدلاً من أن تكون أموالك مخزنة في قاعدة بيانات مركزية عرضة لنقطة فشل واحدة ، فإنها موزعة بدقة وعلى نطاق واسع بين العديد من الأطراف المنفصلة .
يمكن أن يبدو هذا الأمر بمنظور سلبي ولكنه في الحقيقة ليس كذلك . كل شخص يقوم بتشغيل برنامج بيتكوين من خلال "عقدة" وهي جهاز كمبيوتر ، يتحمل مسؤولية التحقق من المعاملات . يجب على غالبية العقد أن تتفق على صحة سجل المعاملات قبل أن يمكن الموافقة عليها . (لا داعي للقلق : إنها عملية آلية ، لذا لا يقوم أحد بالنقر على "موافق" كلما تم إنشاء كتلة جديدة كل عشر دقائق) .
بالنسبة لمن يسعى لاختراق سلسلة الكتل سيحتاج إلى جهد كبير . فمن المهم أن نفهم أن لتنفيذ مثل هذا الهجوم على سلسلة كتل البيتكوين ، سيتطلب الأمر الحصول على موارد وتنسيق يتجاوز حتى جهود أقوى الدول .
نظرًا لمشاركة العديد من الأشخاص المختلفين في تشغيل البرنامج وكون جميعهم لديهم مصلحة مشتركة في الحفاظ على هذه العملة الثمينة ، فإن فرصة حدوث هجوم مثل هذا تكون ضئيلة للغاية . سيكون ذلك مكلفًا ويتطلب تنسيقًا صعبًا جدًا .
سلسلة كتل عامة
الجميع يمكنه رؤية المعاملات على سلسلة كتل البيتكوين ، إنها سجل عام . وبينما يعني ذلك أن شخصًا ما يمكنه رؤية ما يوجد في محفظتك ، إلا أنه لا يعلم أنها تخصك أنت بالتحديد ، لأن أموالك موجودة في عنوان شبه مجهول . علاوة على ذلك ، لا يمكنهم أن يأخذوا أموالك ، حيث يمكن للشخص الوحيد الذي يمتلك المفتاح الخاص لعنوان بيتكوين نقل الأموال .
والنقطة المهمة هنا هي أنه نتيجةً لهذه الشفافية يستطيع الجميع رؤية سجل المعاملات والتحقق من نزاهته . أي شخص لديه القدرة على فحص النظام مما يساهم في بناء الثقة .
ملخص
- التلاعب والسيطرة على شبكة البيتكوين هو أمر يصعُب تحقيقه .
- لأن البيتكوين شبكة مشفرة والعمليات التي تتم بها لا يمكن عكسها وهي موزعة على العديد من الأجهزة ، والمعلومات المتعلقة بها عامة ومتاحة للجميع .
- فك شفرة المفاتيح الخاصة بالقوة أو اختراق سلسلة الكتل من خلال السيطرة على 50٪ من قوة حوسبة الشبكة ، يعد من المستحيلات الكبيرة .
الدرس القادم
أهم سؤال قد يطرحه أي شخص : ما هو العامل الذي يحدد سعر البيتكوين ؟