نحن جميعًا على دراية بالتطبيقات ومتاجر التطبيقات. أنت تتصفح، يمكنك التصفح وتنزيل التطبيق الذي تريده، ومن ثم تبدأ في استخدامه. وراء واجهات المستخدم الرسومية  (UI & UX) الجميلة للأجهزة المحمولة، تقوم هذه التطبيقات بتنفيذ مجموعة محددة من التعليمات كما وضعها منشؤها. يمكن أن يكون ذلك لعبة أو تقويمًا أو وسيلة لشراء السلع والخدمات.

العقود الذكية تؤدي وظيفة مشابهة جدًا.

العقد الذكي هو عقد، يتم تعبير عنه على شكل رمز برمجي، مصمم لتنفيذ مجموعة من التعليمات. مع العقود الذكية، لكن ليس هناك وسيط. ليس هناك شخص أو شركة تحمل معلوماتك أو تتحقق منها. يتحقق البلوكتشين  ويحتفظ بالمعلومات بالنيابة عنك.
فيتاليك بوتيرين Vitalik Buterin)) والمجتمع الخاص بالإيثيريوم يعتقدون أن هذا هو مستقبل البلوكتشين. إذا كانت البيتكوين هي الذهب في عالم المشاريع والأعمال ، فإن العقود الذكية هي النفط الذي يعمل به هذا العالم.

كيف تعمل العقود الذكية 

لنتخيل صفقة عبر الإنترنت تقليدية، بدون وجود عقد ذكي. لنقل أنك ترغب في شراء سيارة عبر الإنترنت. من أجل القيام بذلك، ستحتاج إلى:

📇 موقع يحوي قائمة للحفاظ على معلومات جميع السيارات التي ترغب في رؤيتها
📯 وسيلة للتواصل مع البائعين.
💰 نظام دفع يتيح لك تبادل الأموال بمجرد العثور على سيارتك المطلوبة .
💳 القدرة على استرداد المال  إذا اتضح أن السيارة معيبة.
👨‍⚖️ وسيلة لتسجيل تغيير ملكية السيارة لدى السلطات.

كل من هذه العناصر تتطلب مستوى من الثقة بينك وبين الموقع أو الخدمة المعنية.

 بالإضافة إلى ذلك، يتم التحكم عادة في كل جزء من هذه العملية من قبل شركة أو فرد اّخر.

لن يكون من الصعب على شخص أو منظمة محتالة التدخل في أي من العناصر أعلاه، مما يفسد أو يلغي العملية بأكملها.

يمكن للعقد الذكي إزالة الحاجة إلى الوثوق في أطراف متعددة في عملية شراء شيء ما.

لماذا؟ العقود الذكية تكون 

•  آمنة: تستخدم التشفير لمنع تغيير السجلات.
• شفافة: يمكن للجميع رؤية ما هو العقد الذكي وكيف يتم استخدامه.
• خالية من الطرف الثالث(وسيط): لا تحتاج العقود الذكية إلى وسيط للتحقق منها. البلوكتشين يقوم بهذا بالنيابة عنك.
• مستقلة: تعمل تلقائيًا، لذا لا يوجد تأخير للتدخل البشري.
• دقيقة: نظرًا لأن العقود الذكية مكتوبة بلغة البرمجة، فهي أقل غموضًا من اللغات المكتوبة أو المنطوقة.
  
  

  إذا حدثت هذه الحالة، فافعل هذا 

عادةً ما تحتوي العقود الذكية على آلية تقول (بلغة البرمجة) "إذا حدثت هذه الحالة، فافعل هذا."

هذه الأمور موجودة بالفعل اليوم. لنقل أنك ترغب في الدفع لشيء باستخدام بطاقة ائتمان أو بطاقة خصم. ستستخدم التقنيات التي تعمل في البنك الخاص بك الأمر "إذا حدثت هذه الحالة، فافعل هذا" على النحو التالي:

• إذا كان المبلغ في الحساب البنكي أكبر من المبلغ المطلوب، اسحب الأموال.
• إذا كان المبلغ في الحساب البنكي أصغر من المبلغ المطلوب، فلا تسحب الأموال.

الفرق مع العقود الذكية هو أنه بدلاً من أن يكون البنك (أو أي طرف ثالث) هو المتحكم في هذا القرار، فإن البلوكتشين تتخذ القرار

إذا نظرت إلى قلب العقد الذكي، ستجد آلية تقول (في شيفرة الحاسوب) "إذا كان المبلغ في المحفظة الرقمية أكبر ولن يتم إنفاقه بالفعل، فقم بسحب الأموال. إذا كان المبلغ في المحفظة الرقمية أصغر، أو تم إنفاقه بالفعل، فلا تقم بسحب الأموال".

إذا أخذنا المثال السابق ونطبقه على عقد ذكي بني على البلوكتشين، سترى ما يلي:

• إذا كان المبلغ في المحفظة الرقمية أكبر ولم يتم الإنفاق بالفعل، اسحب الأموال.
• إذا كان المبلغ في المحفظة الرقمية أصغر، أو تم الإنفاق بالفعل،  فلا تسحب الأموال.

الشيء المثير بشأن العقود الذكية هو أنها تسمح لأي شخص بدخول اتفاق مع أي شخص آخر، وبالبلوكتشين يحتفظ بسجل كامل للصفقة.

داخل العقد الذكي 

مثل العقود العادية، العقود الذكية مصممة لفرض شروط اتفاق، سواء كان ذلك تبادلًا للعملات الرقمية، أو حقوق الملكية ، أو إثبات الهوية، أو أي شيء آخر على أرض الواقع.

العقود الذكية تُنفذ تلقائيًا عندما تتحقق الشروط المحددة مسبقًا. يمكن تلخيص عمل العقد الذكي باستخدام ثلاث مصطلحات رئيسية:

- الترابط : يحتوي كل عقد ذكي عادة على مجموعة محددة من الوظائف. يمكن إعداد عدة عقود ذكية للربط مع بعضها البعض وتكوين ترتيبات أكثر تعقيدًا تُعرف باسم التطبيقات اللامركزية (dapps).

- الكيانات : هذه هي الأطراف الموقعة التي تتفاعل مع العقد الذكي وموضوعاته، والتي يتم تعديلها بواسطة العقد الذكي بناءً على شروط محددة مسبقًا أو تم تقديمها حديثًا.

- البيئة: تعتمد العقود الذكية على بيئة مشفرة أساسية. وهذا يضمن أنها يمكن أن تعمل بأمان، وأن البيانات التي تعمل عليها هي ثابتة وواضحة بشكل عام.

بالنسبة لمعظم البلوكتشين، فإن الرمز البرمجي الأساسي للعقود الذكية غير قابل للتغيير. ومع ذلك، تدعم العديد من البلوكتشين أيضًا العقود الذكية القابلة للتحديث.

من ابتكر العقود الذكية 

مثل تقنية البلوكتشين المستخدمة لتشغيل معظم العملات المشفرة، تم اشتقاق العقود الذكية من التقنيات السابقة التي لم تكن كاملة تمامًا.
العقود الذكية تم تطويرها بعدة مراحل وبتأثيرات تقنية سابقة، وتأتي هذه التقنية كجزء من تطور التكنولوجيا المستخدمة في مجال البلوكتشين والعملات الرقمية. في الواقع، استلهمت العقود الذكية من تقنيات إلكترونية سابقة لتنفيذ التعليمات والبرامج التي تعتمد على المنطق الشرطي "if/else"  لإنتاج نتائج تلقائية بناءً على المعلومات المقدمة.

https://www.youtube.com/watch?v=pA6CGuXEKtQ

وتم صياغة مصطلح "العقد الذكي" نفسه للمرة الأولى في التسعينيات من القرن العشرين في academic paper أنشأها نيك زابو (Nick Szabo)، الذي يعتبر عالم كمبيوتر بارزًا وخبيرًا في مجال التشفير. زابو كان أيضًا مسؤولًا عن تطوير واحدة من أقرب سابقات البيتكوين المعروفة باسم "بيت جولد" (Bit Gold). في البداية، وصف زابو العقود الذكية لأغراض أساسية مثل تقليل الاحتيال وفرض الاتفاقيات القانونية. لكنه في وقت لاحق قام بتوسيع استخدامات هذه التقنية المحتملة لتشمل النقد الرقمي والممتلكات الذكية والمزيد في ورقة بحثية أجراها عام  1996 paper.

يجدر بالذكر أن الإيثيريوم (Ethereum) هو أحد أشهر البلوكتشينات التي قامت بتنفيذ لغة "تورينج كاملة" (Turing-complete) على البلوكتشين الخاصة بها، مما سمح بوجود منطق معقد ومتطور في العقود الذكية الخاصة بها.

كيف تستخدم التطبيقات اللامركزية (DApps) العقود الذكية

التطبيقات اللامركزية (Dapps)، أو التطبيقات اللامركزية،يمكن اعتبارها مجموعة من العقود الذكية المترابطة معًا.

العقد الذكي منفردًا يمكن استخدامه فقط لنوع واحد من المعاملات. ومع ذلك، يمكن للتطبيق اللامركزي تجميع العديد من العقود الذكية معًا للقيام بأشياء أكثر تعقيدًا.

يمكن للتطبيق اللامركزي أيضًا وضع واجهة مستخدم سهلة الاستخدام فوق العقود - تمامًا مثل التطبيقات التي تفعلها اليوم.

ملخص

- العقود الذكية هي عبارة عن عقود مكتوبة بلغة برمجية مصممة لتنفيذ مجموعة من الإجراءات.

- مصطلح "العقد الذكي" تم ابتكاره في العقد التسعينيات في ورقة بحثية أكاديمية من قبل نيك زابو.

- تطبيقات اللامركزية (DApps) في الأساس تعتمد على مجموعة من العقود الذكية المترابطة معًا.

الدرس القادم 

العديد من تطبيقات اللامركزية الرائدة (DApps) تم بناؤها على الإيثيريوم. في الدرس القادم، سنتعرف على التطبيقات اللامركزية ونعلم لماذا نسمع عنها باستمرار.